«العدسة المخلبية» لتصحيح إبصار قصر النظر

تصحيح الإبصار من أحدث التخصصات الدقيقة في جراحات العيون، والمقصود به تحقيق أفضل رؤية للمريض دون استعمال نظارة طبية أو عدسة لاصقة. وقد تم التوصل إلى عدسات حديثة اسمها “العدسات المخلبية” يتم زرعها داخل العين لتصحيح الإبصار، حتى لا يلجأ المريض للنظارة الطبية أو العدسة اللاصقة، على أن يتم زرعها في وجود عدسة العين الشفافة الأصلية.

وتسمي هذه العدسة “العدسة المخلبية”، ويتم تثبيتها بالجسم القزحي للعين باستعمال آلات دقيقة للغاية.
وقد تم إجراء هذه الجراحة الدقيقة تحت تأثير مخدر موضعي فى وقت قصير، إلا أنها تحتاج الى دقة متناهية وخبرة مهنية كبيرة، إذ يتم إجراء جراحة فى عين سليمة، وليست مريضة، للتخلص من مشكلات النظارات والعدسات اللاصقة التى تُعتبر مشكلة كبيرة فى بعض الحالات. وبعد يومين من إجراء الجراحة يستطيع المريض العودة لمزاولة عمله ونشاطه المعتاد دون تعطيل. هذه الجراحة أثبتت كفاءة كبيرة في التخلص من استعمال النظارة الطبية والعدسات اللاصقة في كل الحالات مع الوصول الى كفاءة كبيرة في نوعية الرؤية التي تضاهي أو تتفوق على نوعية الرؤية بعد الليزك في حالات قصر النظر المتوسط.
كما أثبتت الجراحة كفاءة إحصائية في الرؤية، والأمان الجراحي، وعدم وجود مضاعفات مؤثرة في فترة المتابعة.. لكنها تحتاج إلي خبرة، وكفاءة جراحية عالية.
هناك نوعان آخران من هذه العدسات التي يتم زرعها لتصحيح قصر النظر المرتفع، وهما يعطيان نتائج متشابهة تقارن بدرجة وضوح الرؤية بالعدسة “المخلبية”، وتعطي درجة متشابهة من النجاح في الوصول إلي درجة وضوح مرتفعة في الرؤية. ومن ميزات هذه العدسات الحديثة أنه يمكن زرعها في عيون الأطفال، إذ أثبتت التجارب أن الاحتياج إلى النظارة أو العدسة اللاصقة فى الأطفال يعتبر عبئا ثقيلا على الأسرة بأكملها.
كما أن زرع هذه العدسة يعتبر إضافة كبيرة وحديثة لتصحيح بقايا عيوب الأبصار المتبقية فى بعض الحالات بعد عمليات المياه البيضاء التى تعرف بالكتاركت وزرع العدسات، حتى يستطيع المريض الرؤية بكفاءة بعد الجراحة دون الاحتياج للنظارة.
وتأتي أهمية “العدسات المخلبية” نظرا لما تحمله النظارة الطبية من عبء علي المريض بسبب المنظر العام غير المحبب لأشخاص كثيرين، وبالذات العدسات السميكة  فى حالات ضعف الإبصار الشديد، والاختلاف فى شكل العينين، فى حالات وجود فارق كبير في درجات النظارة بين العينين. فمن مشكلات النظارات تقييد نشاط وحركة الانسان مثل مزاولة بعض الرياضات أو التحرك فى أماكن مزدحمة أو حمل أمتعة أو أحمال كبيرة  أو العمل فى المناجم و المصانع مما قد يعرض النظارة للكسر، أو احتمالات إصابة الوجه. وهناك المشكلات الخاصة بالأطفال مثل عدم الالتزام باستعمالها، وبالذات عند الأطفال صغار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة. العدسات اللاصقة تحمل أيضا مشكلات الالتهابات المتكررة والحساسية من المحلول، وعدم إمكان استعمالها في العين بعد إجراء بعض الجراحات التى تسبب تغييرا في سطح القرنية والملتحمة مثل عمليات الحول والظفرة والانفصال الشبكى.
هذا بالإضافة إلي النوعيات غير المضمونة أو غير الآمنة التى تباع في أماكن غير متخصصة، علي أيدي اشخاص غير مؤهلين علميا، نظير أسعار زهيدة.والأمر هكذا، يُعد “الاكسيمر ليزر” من أحدث التقنيات في علاج ضعف الإبصار مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم لكن في الدرجات المتوسطة التي تصل إلي عشر درجات لقصر النظر، وخمس درجات لطول النظر، ويتوقف ذلك أيضا علي درجة سمك القرنية، ودرجة  تحدبها. علما بأن هناك تطويرا دائما وسريعا في تكنولوجيا “الاكسيمر ليزر”، ومن أاشهرهذه التقنيات في هذا المجال:”الليزك”. وهناك -أخيرا- حالات من قصر النظر المرتفع لا يصلح استعمال الاكسيمر ليزر لعلاجها. وهذه الحالات قد تصل إلي عشرين درجة أو أكثر في قصر النظر، وثماني درجات أو أكثر فى طول النظر.

الدكتور محمود عفيفي أستاذ جراحة العيون بمعهد بحوث العيون وعضو الجمعية الأمريكية لجراحي الكتاركت وتصحيح الإبصار أجري بحثا علي عدد كبير من العيون، بها قصر نظر مرتفع، يفوق الإثنتي عشرة درجة، ويصل إلي أكثر من عشرين درجة، إذ زرع عدسة حديثة في هذه العيون دون إزالة عدسة العين الأصلية.

Similar Posts