مطبوعات دار الهلال

إذا تحدثنا عن القوة الناعمة لمصر فيجب أن نذكر دار الهلال وما قامت به من دور سواء عبر المجلة الثقافية الشاملة اى مجلة «الهلال» التى عندما أرادت الكويت أن تؤسس مجلة «العربى» اختارت احد رؤساء تحريرها السابقين لكى يتولى المنصب وهو الدكتور احمد زكى وطلبت منه أن يصنع مجلة شبيهة بالهلال.

والآن نجد أن احد مظاهر تراجع هذا الدور الثقافى المصرى يجد عنوانا له فى دار الهلال وما يصدر عنها من مطبوعات .فالمجلة أصبحت مثل الكشكول وليس لها خط ثقافى واضح بعد أن انتهت رئاسة تحرير مصطفى نبيل لها وحل محله احد نجوم الحزب الوطنى والذى لم يمتهن عملا ثقافيا من قبل ثم كرت المسبحة بمن لا يعرفون معنى دار الهلال ولا دورها ولا قيمتها الثقافية ولا تاريخها. أما كتاب الهلال فأصبح ينشر لمجهولين كتبا ضعيفة المضمون وعرفت مؤخرا انه أصبح ينشر لمن يدفع بما يغطى تكاليف الطباعة وهو الأمر الذى أصبح يسرى هو الآخر على رواية الهلال وهذا أمر مهين للدار من جهة وللثقافة المصرية من جهة ثانية ولصناعة النشر من جهة ثالثة.
واعتقد أن إنقاذ دار الهلال ومطبوعاتها وسلاسلها أصبح أمرا مطلوبا من المجلس الأعلى للصحافة وهو يصدر قراراته بتعيين رؤساء التحرير الجدد. وهو هنا لن ينقذ دار الهلال فقط وإنما يعيد الثقافة المصرية والقوة الناعمة لمصر إلى مسارها الصحيح ويعيد صرحا ثقافيا مهما إلى أداء دوره التاريخى الذى شكل على الدوام احد روافد الثقافة المصرية وأحد معالم الثقافة العربية التى تراجعت بتراجع دور مؤسساتها الرئيسية ومنها دار الهلال.

 و كتاب الهلال الذى نشر كتبا لطه حسين والعقاد وحافظ إبراهيم وتوفيق الحكيم واحمد زكى وطاهر الطناحى وكمال النجمى وجلال احمد أمين وحسين احمد أمين وبهاء طاهر وجميل مطر ومحمد سعيد العشماوى ورجاء النقاش ومريد البرغوثى والشيوخ احمد الشرباصى ومحمد رجب البيومى وعشرات المثقفين والكتاب المصريين والعرب, وكان الكتاب يوزع آلاف النسخ فى الدول العربية ويتهافت على شرائه المثقفون العرب وروايات الهلال التى نشرت لمعظم الروائيين الكبار فى مصر والوطن العربى فضلا عن عيون الأدب العالمى.

Similar Posts